الشيخ الحداد هو محمد أمزيان بن علي الحداد انتقلت أسرته من بني منصور و استقرت في
ايغيل إيمولة بالضفة الغربية لوادى الصومام و منها إلى بلدة صدوق.و فيها
امتهن جده حرفة الحدادة لذلك أطلقت على الأسرة تسمية الحداد.تعلم الشيخ
محمد أمزيان في الزاوية التي أسسها والده علي الحداد في صدوق فحفظ القرآن و
تعلم قواعد اللغة العربية و منها انتقل إلى زاوية الشيخ أعراب في جبال
جرجرة التي قضى فيها وقتا طويلا أضاف إلى معارفه العلمية علوما إسلامية
أخرى ، و في نهاية المطاف أخذ الميثاق على خليفة السيد محمد بن عبد الرحمن
في زاوية سيدي علي بن عيسى بجرجرة ، و عند عودته إلى أهله تولى تسيير زاوية
أبيه, و قد اختاره أهله أن يكون إماما على قرية صدوق و معلما للاطفال في
جامع المدينة و أصبح بعد ذلك خليفة لطريقة محمد بن عبد الرحمن. وقد ساهم
الشيخ الحداد ومن خلاله الطريقة الرحمانية مساهمة كبيرة وفعالة في دعم
مقاومة الشيخ المقراني وذلك بإكسابها تأييدا شعبيا واسعا ، مكنها من الصمود
أمام الجيوش الفرنسية . بعد سلسلة من المعارك ، استسلم لقوات الجنرال
لالمان في 24 جوان 1871 بعد مقاومة قوية ضد العدو الفرنسي و قد سجن في قلعة
بارال في بجاية، حيث وافته المنية آخر شهر أفريل 1873.
حسيبة بن بوعلي من مواليد جانفي 1938، بمدينة الشلف، نشأت
في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الإبتدائي بمسقط رأسها. وبعد إنتقال
عائلتها إلى العاصمة سنة 1948 واصلت تعليمها هناك، وإنضمت إلى ثانوية عمر
راسم (حاليا)، وإمتازت بذكائها الحاد، ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن
صفوف الكشافة الجزائرية اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
مع مطلع سنة 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية وهي في سنّ السابعة عشر
كمساعدة إجتماعية، ولكن نشاطها الفعال برز سنة 1956 حين أصبحت عنصرا نشيطا
في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. وأستغلت وظيفتها بمستشفى
مصطفى باشا للحصول على مواد كيمياوية تساعد في صنع المتفجرات، وكان لها- رفقة
زملائها- دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر خاصة بعد إلتحاقها نهائيا
بالمجاهدين بحي القصبة ومغادرتها البيت العائلي نهائيا في أكتوبر 1956 بعد
إكتشاف أمرها.واصلت نضالها بتفان إلى أن تم التعرف على مكان إختفائها من
طرف قوات العدو التي حاصرت المكان، وأمام رفض حسيبة وزملائها تسليم أنفسهم،
قام الجيش بنسف المبنى بمن فيه وذلك يوم 08 أكتوبر 1957