بلدية برج الغدير شهدت المدينة توطنا رومانيا في
شكل إقامة حرس من الجند الروماني و في الناحية بقية من آثارهم المندثرة منها
"برج شميسة" الذي لا يزال إلى حد الآن، كما عرفت بعض الرحالة الجغرافيين
العرب في العهد الإسلامي ممن مروا بالمنطقة لاسيما في عهد الدولة الحمادية، لكونها
محطة من محطات القوافل المتوجهة إلى القيروان، و المسيلة، و كان ممن مروا بالغدير
و وصفها الرحالة العربي أبو عبد الله البكري في كتابه "المسالك و
الممالك"، و الإدريسي في كتابه "وصف إفريقيا الشمالية"، كما ذكر
مدينة الغدير ياقوت الحموي المتوفي سنة 62م في كتابه "معجم البلدان"، و
عليه فالازدهار العمراني و الفلاحي الذي كانت عليه مدينة الغدير حسب ما وصفها به
الرحالة البكري و الإدريسي كان متزامنا مع ازدهار قلعة بني حماد، و قد ذهب مركز
المدينة حين هاجمتها قبائل "بني هلال" و منها قبيلة "عياض"
التي امتلكت من بعد الجبال الممتدة من مدينة صالح باي شرقا إلى سفوح سد المسيلة
غربا و المسمى "جبل عياض"، حسب ابن خلدون و من بعدها لم تذكر حتى فترة
الاستعمار الفرنسي، إثر فشل مقاومة المقراني سنة 1871 حيث استوطنها أقلية فرنسية،
اكتشفت بها منجما للفوسفات، فأخذت تتحول إلى مدينة صغيرة منجمية و ثقافية.
برج
الغدير تحتاج إلى عدة مرافقو تعتبر بلدية برج
الغدير مقرا للدائرة التي انبثقت عن التقسيم الإداري لسنة 1984، و تقع في الجهة
الجنوبية لولاية برج بوعريريج، يحدها من الشمال بلديتي بليمور و عين تسرة، جنوبا
بلديتي غيلاسة و تقلعيت، شرقا بلدية رأس الوادي، و غربا بلدية الرابطة، فيما تتربع
على مساحة تقدر بـ104.58كلم2، تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي، خاصة
من الناحية الجنوبية الشرقية و الغربية التي تمثل جزءا من سلسلة جبال، و تمثل المنطقة
المنخفضة الأراضي الفلاحية بنسبة 30٪ من أراضي البلدية أغلبها مستعملة في الفلاحة
الموسمية، في حين يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 1480م فوق سطح البحر، هذا و يبلغ عدد
سكان البلدية قرابة 30 ألف نسمة، موزعة على التجمع الحضري لمركز البلدية و
التجمعات الثانوية التي يبلغ عددها 12 تجمعا ثانويا محيطة بمركز المدينة و كلها
ذات طابع ريفي جبلي و هي التجمع الحضري برج الغدير، قرية أولاد سيدي سعيد، قرية
أولاد مخلوف، قرية أولاد لعياضي، قرية أولاد سيليني، زبير، قرية الزمالة، أولاد
حمدان و كذا قرية أولاد سيدي موسى إلى جانب قرية كوطة، و الثنية.
و رغم عراقة البلدية لم
تعرف نهضة تنموية كبيرة باعتبار وجودها التاريخي، في حين قطعت بلديات أخرى أشواطا
كبيرة في مجالات التنمية و رغم حداثة نشأتها، فدائرة برج الغدير تنتمي إداريا إلى
دائرة رأس الوادي رغم أنها دائرة قائمة بحد ذاتها، و الدليل على ذلك الوصفة الطبية
التي تعطى للمريض بختم القطاع الصحي رأس الوادي، إضافة إلى قطاع العدالة و كذا
قطاع سونلغاز، إلى جانب هذا فالدائرة لا يوجد بها فرع لقطاع مصرفي، هذه العوامل
جعلت المستثمر ين يعزفون عن إقامة مشاريعهم بذات المنطقة، و رغم مطالبة سكان هذه القائمين
على شؤونها توفير هذه الهياكل إلا أنه لا حياة لمن تنادي، و يبقى الأمل قائما في
تلبية مطالب السكان من أجل تحسين ظروف معيشتهم.