بكل حب ومودة أطرح هذا الموضوع فلا تقرأه بعين المتعصب فيكون ردك عنيفا بل اقرأه بعين المحاور يكن ردك عليه لطيفا ظريفا ~
من هو الأحق بلقب العميد هو عنوان لصراع قديم لايزال وسيبقى بين فريقي
مولودية الجزائر و النادي الرياضي القسنطيني حول من منهما يملك الشرعية
التاريخية في كونه عميد الأندية الجزائرية؟
من يقول المولودية هي الأحق حجته أن المولودية العاصمية تأسست سنة 1921م
أي قبل 5 سنوات من نشأة النادي الرياضي القسنطيني سنة 1926م .
و أبناء مدينة ابن باديس يرون أن فريق النادي الرياضي القسنطيني أعيد بعثه
في هذه السنة لا أنه أسس في سنة 1926م فالنادي الرياضي القسنطيني ما هو إلا
امتداد تاريخي لجمعية إقبال "1898م" و النجم الرياضي المسلم القسنطيني
"1917م"
و لقائل أن يقول كيف يكون ذلك وهي ثلاثة فرق بأسماء مختلفة وتواريخ تأسيس مختلفة؟
اقول له إنها كانت بنفس الألوان (الأخضر والأسود) وعلى يد نفس المؤسسين أو الأعضاء .
يبقى الجواب عن السبب والدافع لهؤلاء الأشخاص للقيام بذلك؟
نقول : إن مؤسسي النادي أضطروا لإعادة بعثه مجددا بعد حله من طرف السلطات
الإستعمارية أنذاك تحت اسم جديد مع المحافظة على ألوانه و أهدافه ،فكانت
حيلة من هؤلاء الأبطال الذين لم يروا فيه مجرد نادٍ لممارسة كرة القدم؛ بل
كان عندهم رمزا لمقاومة طمس الهوية الإسلامية والعربية للجزائريين ،و
فرنسا لم يغب عنها هذا، فسعت بشتى الطرق والوسائل لمنع ذلك سواء بحظر
الفريق وحله تارة ،أو بالتضييق على أعضاء الجمعية تارة أخرى ، فرحمة
الله عليهم جميعا فقد كان هذا هدفهم وماسعوا إليه.
لذلك أقول لكل مناصر لشباب قسنطينة عليك معرفة هذا لتعلم قيمة وقدر النادي الذي تشجعه.
و هذا ممالايختص به شباب قسنطينة لوحده ،بل تشاركه فيه كل الفرق التي يعود
تأسيسها لتلك الفترة التاريخية، فقد كان هذا دافعهم جميعا ،وهذا مما
يدعونا للتفكر في ما نحن عليه اليوم بسبب تعصبنا لفرقٍ لا نفهم ولا نعرف
ولا نحترم تاريخها.
والآن لندع التاريخ يتكلم ويقول كلمته
1898م = ولدت جمعية " إقبال "
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] بعد سقوط مدينة قسنطينة في 1837م في يد المستعمر الفرنسي ظلت الحركة
السياسية الجزائرية نشطة حركها الشبان الوطنيون وفي نهاية القرن 19 رأى
الوطنيون في قسنطينة ضرورة إنشاء جمعية رياضية إسلامية تكون غطاء للنشاطات
السياسية و في إحدى الاجتماعات السرية ثم رسميا إنشاء جمعية رياضية تحت اسم
إقبال "IQBAL" وكان دالك في صيف سنة 1898م وقد تم اختيار ألوان الفريق
بالأخضر و الأسود لاعتبارات دينية و توجهات سياسية ،فالأخضر يرمز لدين
الإسلامي و الأمل في الحرية و الاستقلال ،أما الأسود فكان حداد و حزن
للحقبة الاستعمارية في الجزائر ،و يقال أن المرأة القسنطينية ترتدي أيضا
"الملايا" السوداء منذ سقوط مدينة قسنطينة في يد المستعمر الفرنسي .
1914م = توقفت المسيرة
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] واستمرت جمعية إقبال في أداء لقاءاتها الكروية ونشاطاتها حتى سنة 1914م
تاريخ اندلاع الحرب العالمية اللأولى حيث قامت السلطات الفرنسية بالتجنيد
الإجباري لكافة أعضاء و مؤسسي "إقبال" و بعثت بهم إلى جبهات القتال أين لقي
العشرات منهم حتفهم و توقفت المسيرة تماما طيلة سنوات الحرب العالمية
الأولى (1914م-1917م).
1917م = ميلاد ( ECMC)
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى قام من تبقى من أعضاء "إقبال" ببعث ناد
رياضي جديد يكون امتداد للجمعية الأولى مع المحافظة على نفس الألوان
(الأخضر و الأسود) و نفس الأهداف فتم إنشاء نادي النجم المسلم القسنطيني "
Etoile Club Musulman de Constantine" وكان دالك سنة 1917م لكن النادي لم
يعمر طويلا رغم نهاية الحرب العالمية الأولى و توقيع الهدنة في 11 نوفمبر
1918م علماً أن الحكيم موسى كان رئيسا لفريق "النجم المسلم القسنطيني" و
كانت اجتماعاته تعقد في "فندق الزيت" .
النجم بطلا لشمال إفريقيا
ورغم ان السلطات الاستعمارية تفطنت لأهداف النجم القسنطيني وأوقفت نشاطه
إلا انه خلال مسيرته القصيرة تمكن من الفوز بكاس شمال إفريقيا بعد أن حاز
أولا على فوز تاريخي على نادي "منستبي" من العاصمة بهدفين لصفر سجلهما احمد
زلاقي المدعو "النمر" و" العمري قداوي" ،و جرت المقابلة بإحدى ساحات
"شومانوفر" (1 مايو حاليا) ،و تنقل النجم من قسنطينة إلى العاصمة على متن
القطار و بالمجان بعد تعاطف احد السككيين معه و بلغ الوفد 11 لاعب و مسير
واحد فقط.
R.S Algérois 1 - ECMC2
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وفي الدور النهائي من كاس الجزائر فاز النجم في صيف 1917م على فريق "RS
Algérois" بنتيجة (2-1) و تنقل برا إلى العاصمة التونسية ودخل ملعبها (ملعب
الشاذلي زويتن حاليا) أمام الآلاف من الجماهير وكان الفوز حليف القسنطنيين
(4-2) أمام فريق فرنسي يمثل العاصمة التونسية وبعد الفوز بكاس شمال
إفريقيا و الفرحة التي عمت مدينة "سيرتا" بعدها خشيت السلطات الفرنسية من
زيادة النشاط الوطني لهدا الفريق فقامت بحله في نهاية سنة 1918م و انتهى
بدالك الفصل الثاني من تاريخ اعرق الفرق الجزائرية وكان الركود هذه المرة
طويلا لأنه امتد ثماني سنوات كاملة.
26 جوان 1926م = "النادي الرياضي القسنطيني csc"
و في سنة 1926م بلغ الوعي الوطني ذروته و تم إنشاء "حزب نجم شمال إفريقيا "
برئاسة مصالي الحاج وبعد 3 أشهر من دالك و بالضبط في 26 جوان 1926م تم
الإعلان عن ميلاد النادي الرياضي القسنطيني "csc" ومن الحاضرين في اجتماع
التأسيس موفق عبد الرحمان , الحكيم زرقين , محمد السعيد لفقون , بن شريف
حسين , بوحيرد حاج ادريس , بلحيمر الصغير , بن باديس الزبير , بن تليس محمد
, العجابي رشيد , بن عزوز خودير , بلجودي حميدة , وأسندت الرئاسة إلى
الفقون محمد , وتم الاحتفاظ باللونين الأسود و الأخضر ليكون " سي . أس . سي
" امتداد تاريخيا "لجمعية إقبال"و "النجم المسلم القسنطيني"
الاجتماعات في المقاهي
و لخلق هدا المولود الجديد وضعت السلطات الفرنسية العديد من الشروط لقبول
ملف اعتماد الفريق و منها ضرورة وجود عنصرين فرنسيين على الأقل كما لم يكن
للفريق مقر فكانت الاجتماعات تعقد في مقهى "بن العايب" او مقهى "بن يمينة"
واللذين كانا يتواجدان بما يسمى حاليا نهج العربي بن مهيدي و تخبط النادي
القسنطيني في أزمة حادة مما دفع بمسيره الحكيم موفق لمراسلة باي تونس طلب
للمساعدة دون جدوى .
فاز على الاتحاد القسنطيني و خلق رعبا لدى الشرطة الفرنسية
و أصبح لنادي الرياضي القسنطيني جمهور كبير طيلة الفترة من 1898م تاريخ
تأسيسه إلى غاية 1939م التي عرفت اندلاع الحرب العالمية 2 و تجميد نشاط
الفريق كما كان عليه الحال مع "إقبال" غداة اندلاع الحرب العالمية ألأولى و
من جملة ما سجله الفريق المسلم "csc" فوزه سنة 1934م على الاتحاد
القسنطيني (الفريق الفرنسي الأول بالمدينة) مما خلق رعبا لدى الشرطة
الفرنسية لكن اندلاع الحرب العالمية 2 في 3 ديسمبر 1939م أدى إلى الخدمة
العسكرية الإجبارية لعدد من اللاعبين و إغلاق أبواب الرابطة الجهوية بسبب
الحرب و تفرق ما تبقى من لاعبي "النادي المسلم القسنطيني" على لاعبي
الأحياء لممارسة كرة القدم في غياب فريق رسمي و بطولة رسمية و دام هذا
الحال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945م
الرابطة الشرقية المسلمة و الخيانة
وبعد إنزال الحلفاء و إعادة بعث النشاط الكروي في الجزائر حاولت فرق الشرق
المسلمة إنشاء الرابطة الشرقية المسلمة لكرة القدم لكن المعلومات السرية عن
الاجتماع تسربت للسلطات الاستعمارية بفعل الخيانة مما أدى إلى شنها لحملة
اعتقالات واسعة كان من بين ضحاياها المرحوم الحاج السعيد الشريف رئيس
"النادي الرياضي القسنطيني".
وخوفا من تمادي "النادي الرياضي القسنطيني" في نشاطه السياسي قامت السلطات
الفرنسية بوضع رئيس بلدية قسنطينة "طهران" وهو عربي موال للاستعمار على رأس
"النادي الرياضي القسنطيني" لكن الفكرة لم تعط ثمارها لأن أعضاء "النادي
الرياضي القسنطيني" سرعان ما عادوا وعادوا بالنادي إلى دوره النبيل .
هل قرأت معي تاريخنا
إذن عرفت أن التاريخ قد نطق وقال كلمته التي كانت فصلا
شباب قسنطينة هو العميد الوحيد لا ينازعه في ذلك أحد
1986
جمهور السنافر csc
المدرب الحالى للسنافر